سيظل سوق الأسهم ناقصا إلى حين

سوق الاسهم السعودية مغلق أمام عموم المتداولين في العالم، الا بشروط، وهذه الشروط لا تروق لجميع من في العالم، يتضح ذلك جليا من خلال عدم زيادة الاستثمارات في السوق من قبل عموم المتداولين في العالم على الرغم من ان السوق حقق اعلى هبوط في الأسواق العشر الكبرى.

تصريح هيئة السوق المالية لبلومبيرغ بأنها تدرس فتح السوق للجميع في العالم يأتي كتأكيد على فهم الهيئة لاهمية هذا المطلب الذي يحقق رغبة شريحة واسعة من المتداولين في قارات العالم واننا نسعى لاستقطابهم، وهذا الفهم جوهري في رحلتنا لأن نكون من اكبر 3 أسواق كما بشرت الرؤية، ومتى فتح سوقنا على مصراعيه يكون حققنا متطلب مهم لبلوغ الهدف.

مع دخول عموم المستثمرين في العالم ستأتي شريحة جديدة، منهم من أمواله (ساخنة) تدفع للفقاعات، ولكن علينا فهم ان الفقاعات والأموال الساخنة جزء لا يتجزأ من الـ DNA لأسواق الأسهم، والبعض ممن يجيدون التعامل معها يحققون أموال وارباح طائلة منها، آخرون يخسرون لا شك، ولكن اسواق الأسهم هكذا، ومن يدخلها عليه ان يعي ان قراره هو من يتحمله وحده، فلا علاقة لأي مشرّع كائن ما كان بقرار المتداول في اختيار سهمه، وارباح المتداول له حلال بلال مهما بلغت نسبة ارتفاعها، والخسارة الناتجة عن قراره في الشراء هو وحده المسؤول عنها، وظيفة المشرّع ضمان عدالة التداولات وفق الأنظمة والقوانين فقط، مع غيرها من الأمور التي يطول شرحها.

من الضروري قبل فتح السوق لعموم متداولي العالم القيام بحملة توعوية شاملة ومكثفة عن مسؤوليات المتداول المحلي وعن مسؤولية المشرّعين ليكون المتداولين على بينة كاملة عن حقوقهم وما هو واجب منهم معرفته قبل الشراء او البيع. فمع دخول المتداولين من العالم ستنعكس ظروف وأحوال اقتصادات العالم علينا بشكل أعمق واكثر تأثير، وستتدفق الأموال من كل حدب وصوب، وقد يحدث في اقتصادات دول العالم ما قد يؤدي الى سحب مفاجأ لأموال المتداولين المنتمين لذلك الاقتصاد بما يؤثر في سعر سهم معين، وقد يؤدي هذا لانخفاض حاد. والعكس صحيح في حالة الارتفاع.

ارى من الضروري ان تلغى نسب التذبذب اليومي بطريقة ممنهجة وفق خارطة طريق واضحة المعالم تؤدي الى رفع نسب التذبذب لضعف ما هي عليه الآن ومن بعد ذلك تلغى كلية. أرى أيضا ضرورة اجبار الشركات المدرجة على توضيح تفاصيل جنسيات المستثمرين الأجانب بها ليتمكن الكل من تحليل اوضاع اقتصادات الدول والقارات التي ينتمون لها بغرض دراسة اي احتمال سلبي او ايجابي قد يؤدي الى بيع مفاجئ لاستثماراتهم نتاج واقع معين في دولهم. ارى ايضا من الضروري ان يكون هناك ترجمة فورية لذوي الظروف الخاصة من فاقدي السمع تترجم ما يدور في الجمعيات العمومية لهم. ارى ايضا ان يكون هناك ترجمة للتقارير بلغة البلد الذي تتجاوز ملكيته 10% من اسهم شركة معينه احتراما وتقديرا لهم. ارى ايضا ضرورة خروج مسؤولي الشركات في الاعلام لتبرير حدث ما تم نشر وقائعه على موقع تداول الأسهم او ايضاحه بشكل فيه إسهاب وهذه الثقافة لابد من ترسيخها فالاعلام شريك للجميع وامام الجميع يتم من خلاله تمرير ما تعجز عن تبيانه البيانات. الاقتراحات كثيرة بهذا الصدد ووضعت بعضها هنا في المقال وادعو الجميع للتعبير عن رأيه بهذا أيضا.

واقعنا الاقتصادي وتأثيرنا الاقتصادي والسياسي بل وحتى الاجتماعي والثقافي في العالم يجعل من الحتمي ان يكون سوق اسهمنا في نفس مستوى أسواق الاسهم الثلاث الكبرى. فتح السوق لعموم المتداولين مطلب لا شك سيأتي بفوائد حصرها يطول، يخطى من يعتقد ان العمل على فتح الباب على مصراعيه ينبغي ان لا يكون، فالقبضة الأمنية محكمة، والأجهزة الرقابية فعالة بنشاط وبما يضمن تقليل التلاعب لأدنى مستوى ممكن.

الرؤية فعلت كل ما من شأنه حفظ حقوق الأطراف ذات العلاقة، ومقدما أقول، مرحبا بالمتداولين الأجانب من كل قارات العالم، وأتمنى لكم الربح الوفير، والتجربة الغنية … حياكم الله في سوق اسهم المملكة العربية السعودية مقدما.