الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أطلعت على إعلان وزارة الرياضة، وبالتعاون مع المركز الوطني للتخصيص، عن تخصيص أول ثلاثة أندية سعودية (الأنصار، والخلود، والزلفي) وانتقال ملكيتها لجهات استثمارية تم ذكر اسمائها في إعلان الوزارة. وعلى الرغم من ان البيان ذكر ان عملية التخصيص تمت بالتعاون مع المركز الوطني للتخصيص، الا ان مقالي هذا موجه لوزارة الرياضة أولا لأن الإعلان صدر عنها.
استغرب حقيقة من ضعف شفافية البيان المتعلقة بعملية التخصيص، والضعف كبير هنا، فالبيان لم يذكر اي مبالغ سواء ما تم الالتزام به من الجهات الاستثمارية المذكورة في البيان او من منافسيها إن كان فيه منافسين أصلا ولماذا تم اختيار الفائزين بالذات دون الاخرين من المتنافسين. كما لم يذكر البيان اي من الشروط المتعلقة بالخطط المستقبلية او أي أمر يتعلق بتصنيفات الجهات الاستثمارية او حتى أي أمر كائن ما كان عدا اسمائها. هذا الأمر محل تساؤلات مشروعة في رأيي وقد تقف عائقا امام أي اشادة بعملية التخصيص بل وتثير مخاوف حيال هذه الجهات الاستثمارية ومدى قدرتها على تمويل الأندية لتكون وفق ما ارادته الرؤية لا سيما عندما يتعلق الامر بالأندية الأكثر جماهيرية.
انا لا أقول ان الخصخصة التي تمت غير ناجحة، بل اثني عليها وخير دليل وجود استثمار اجنبي في الموضوع، ولكن اقول ضعف الشفافية حيال الأمور المالية المتعلقة بها وبالمستثمرين تجعل من البديهي التحفظ على اطلاق مسمى (خصخصة ناجحة) الى حين تتضح الأمور المتعلقة بها.
ان بيان وزارة الرياضة وللأسف الشديد معاكس لتوجهات الحكومة الرشيدة والرؤية، توجهات عنوانها الشفافية والإفصاح بغرض نشر المعلومة وبغرض اطلاع العموم للدراسة والتحليل والنقد والتعاطي الشفاف البناء. وهنا سأضرب مثالا بالشفافية فالحكومة مثلا تعلن ميزانيتها لمدة ثلاثة أعوام قادمة وفق بيان تمهيدي يعطي اريحية للمهتمين عن الانفاق والايرادات المتوقعة ومن خلالها يتم احتساب سعر النفط، هنا اضرب مثال على الشفافية.
هناك امر قانوني يدور في ذهني أيضا، ومختصره ان كافة الأندية في مملكتنا أسسها افراد، ومع الوقت آلت الأندية الى ان تكون الكيانات التي هي عليه الآن، فعلى أي أساس قانوني يتم تحويل أموال الخصخصة الى حكومتنا الرشيدة، لا اريد الاستطراد في هذا الموضوع طويلا، ولكن من المهم ان يصدر ما يوضح هذا الأمر من باب الشفافية والتوثيق التاريخي.
تخطأ وزارة الرياضة ان اعتقدت ان المبالغ المتحصلة من التخصيص (سر) لا يعرف عنه الا الوزارة والجهات التي تعاونت في هذا الأمر. المسالة ليست سر لا يعرف عنه احد، ومن المهم في رأيي ان توضح كافة الأمور المالية امام المجتمع الاستثماري والاقتصادي بل وكافة افراد المجتمع فالنادي ليس مُلكية شخصية بل له جماهير يعتبرون جُزء من الأصول المباعة حتى وان لم تُذكر بعينها.
بيان الوزارة افتقد ايضا لايضاح عدد المستثمرين الذين تقدموا في هذه المرحلة لشراء هذه الاندية الثلاث، بل لم يذكر لماذا هذه الاندية الثلاث بالذات هي من تم تخصيصها، وما المعايير التي انطبقت على المستثمرين الفائزين ولم تنطبق على منافسيهم. هل سيعلن المستثمرين الفائزين خططهم المستقبلية للنهوض بهذه الاندية؟ وهل هذا من شروط حصولهم على النادي؟ وهل ستستفيد هذه الاندية بعد التخصيص من الدعم الحكومي مستقبلا سواء لجنة الاستقطاب ام غيرها من الدعم لبعض الالعاب.
ثقتنا في الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة كبيرة لذلك نحن هنا نضع استفساراتنا، فمن المهم تفادي اي بيان مستقبلي تنقصه الشفافية. واذا كنا نطالب الاندية الرياضية بالشفافية المالية فنحن ايضا نطالب وزارة الرياضة ان تكون قدوة لها في ذلك، وبمثل هذا تتطور الرياضة (مع أمور اخرى لا تقل أهمية).
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال