الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
جبل قاسيون لدى السوريين رمز لدمشق العريقة، شاهد التاريخ والثبات، رمز الأمان والعطاء رغم الصعاب. إنه يرتبط بمدينتهم، بكرمها وعنفوانها. وجبل طويق لدى السعوديين هو قلب نجد، رمز السيادة والوحدة والثبات، شاهداً على نهضة المملكة ورؤيتها المستنيرة.
توجيه من سمو الامير محمد بن سلمان ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء السعودي إطلاق مشروع (مارشال) سعودي يحمل في طيّاته ملامح إعادة إعمار شامل واستثمار سعودي ضخم. هذه المبادرة الجريئة ترتكز على الحنكة السياسية لسموه والرؤية الثاقبة للقيادة السعودية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وتأكيد للمنهج الراسخ للمملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز في مساعدة ونصرة الأشقاء، وتتويجاً لمواقفها الإقليمية والدولية الراسخة.
أُقيم في دمشق يوم 24 يوليو 2025 المنتدى الاستثماري السوري السعودي، برعاية وحضور فخامة الرئيس السوري أحمد الشرع، والوفد السعودي الكبير بقيادة وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح إلى جانب أكثر من 120 رجل أعمال سعودي وعدّة جهات حكومية سعودية وسورية. حضر المنتدى أكثر من 20 جهة حكومية و100 شركة سعودية، وشهد الجميع توقيع 47 اتفاقية بقيمة تقارب 24 مليار ريال، تغطي قطاعات البنية التحتية والعقار، الخدمات المالية، الزراعة، الصحة والتعليم وغيرها؛ منها اكثر من 3.6 مليار ريال استثمارات تقنية سعودية لدفع عجلة التحول الرقمي في سوريا.
كما أعلن عن إنشاء مجلس أعمال سعودي سوري مشترك برئاسة رجل الأعمال الاستاذ محمد أبونيان – رئيس مجلس ادارة شركة اكوابور- بتوجيه من سمو ولي العهد، لدعم تكامل اقتصادي مستدام بين البلدين.
طموح هذا المنتدى، في توقيته الحساس، يعكس شجاعة المملكة بتدشين حضور اقتصادي سعودي في سوريا الجديدة، مبني على دعم الاشقاء والمصالح المتبادلة. يمثل المشروع السعودي بمثابة مبادرة مارشال سعودية لإعادة الإعمار والتنمية، تفتح الباب لمئات الآلاف من فرص العمل وتُرسل رسالة تطمين إلى المستثمرين الدوليين بأن دمشق تستيقظ استثمارياً وأمنياً واقتصادياً، والبداية لاستثمارات اكبر تشارك بها تحالفات دولية بقيادة المملكة كما ذكر المشاركين في المنتدى.
وهكذا، فإن هذا العناق الرمزي بين جبل قاسيون وجبل طويق لا يقتصر على شراكات الاستثمار والتبادل الاقتصادي، بل يتجاوزها نحو آفاق أرحب من التعاون الثقافي، والتكامل المعرفي، والتواصل الإنساني العميق. إنه لقاء جذور بتاريخ مشترك، ونظرة موحّدة إلى المستقبل، تُصاغ من خلالها ملامح نهضةٍ عربية تنموية تتكئ على إرث الماضي وتنهض على أعمدة الرؤية والطموح. وفي هذا السياق، تتجلى رؤية السعودية 2030 بوصفها إطارًا حضاريًا وإنسانيًا وتنمويا يعكس التزام المملكة تجاه أشقائها، ويؤسس لانطلاقة تنموية مزدهرة لسوريا، لتعود صمام أمان واستقرار في قلب الشرق الأوسط، وبوابة فاعلة في صياغة مستقبل عربي أكثر تماسكًا وازدهارًا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال