المجالس القطاعية خارطة الطريق للمهارات  

      القطاعية خارطة الطريق للمهارات

يكثر الحديث في عصرنا الحالي عن المهارات التي يجتاحها سوق العمل مستقبلا وماهي الجدارت المطلوبة مع التحولات المتسارعة بديناميكية سوق العمل. حيث قدمت وشاركت في عددًا من الورش والمحاضرات لطلاب الجامعات وموظفي القطاعات العامة والإنتاجية الخاصة والغير ربحية، وكان هناك سؤال يتكرر بشكل لافت في كل لقاء: ما المهارات التي يحتاجها سوق العمل اليوم؟ ولماذا نشعر أن هناك فجوة بين ما نتعلمه وما يتطلبه أصحاب العمل؟

هذا التساؤل لم يعد مجرد قلق فردي او حاله عابره، بل أصبح قضية محورية وهاجس في كل نقاش عن مستقبل الوظائف في الاقتصاد السعودي، خاصة في ظل التغيرات التي طرأت في عالم رقمي مع علوم متداخله أخرى كالذكاء الاصطناعي وعلم البيانات والتعلم المثبت المبنى على تعلم الاله لتحل محل البشر..

من هنا تأتي الأدوار المتكاملة بين المجالس القطاعية للمهارات والقطاعات المستهدفة لتحديد المهارات وبناء منظومة الجدرات الأكثر طلبا على الأقل الخمس الأعوام القادمة، كإحدى المحاولات المهمة لرسم خارطة طريق واضحة تربط التعليم بسوق العمل. هذه المجالس تغطي أكثر من 75% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وتشمل قطاعات حيوية كالصحة، الأمن السيبراني، السياحة، الصناعة التحويلية، والخدمات اللوجستية والفضاء..

اللافت أن هذه المجالس لم تكتف بالتوصيات العامة، بل دخلت في تفاصيل دقيقه تتمثل تحليل سلاسل القيمة الوظيفية، توصيف آلاف المهارات الفنية والسلوكية، وتصميم أطر مرجعية تساعد الجامعات والمعاهد ومراكز التدريب المتخصصة على تحديث مناهجها لتصبح أكثر توافقًا مع احتياجات السوق لكي تصبح المهارة جدارة. .

حتى الآن، أثمرت جهود المجالس عن مواءمة عشرات البرامج التعليمية والديبلومات مع متطلبات القطاعات، مما أتاح للطلاب والمتدربين فرصة الاطلاع على مسارات مهنية أكثر وضوحًا واتخاذ قرارات مدروسة حول مستقبلهم الوظيفي.

المملكة اليوم تخطو خطوات استراتيجية لبناء رأس مال بشري قادر على المنافسة عالميًا بكل كفاءة وفعالية ما يستدعي تظافر هذه الجهود للخروج بمبادرات واطر نوعيه متوائمة مع استراتيجية التنمية المحلية للمناطق وتمايزها بحسب الفرص الوظيفية وتعزيز الاستقرار الوظيفي ولعل يتنقل التساؤل والنقاش في الورش والمبادرات القادمة من “ماهي المهارات المطلوبة؟  إلى “كيف أطور مهاراتي لأتقدم أكثر في سوق عمل يتغير بوتيرة غير مسبوقة؟”