قصتي مع الاستثمار بسلسلة مطاعم في موزمبيق

عندما ذهبت في إحدى رحلاتي الاستثمارية إلى سواحل موزمبيق الساحرة في أواخر عام 2016 وجدت أن لديهم اهتماما كبيرا في وجبات اللحم المُقدد وهو يعتبر من أشهر الأطباق التقليدية في بلادهم سألت المترجم للغة عن أفضل المطاعم التي تقدم تلك الوجبة الجميلة ذكر لي أن سلسلة مطاعم “كيليمان” هو أشهرها ويرجع مسمى المطعم إلى مسقط رأس الطباخ الماهر لهذه السلسلة العظيمة من المطاعم ..

كان الاستقبال في المطعم جداً رائع، من نظافة المكان وحسن الاستقبال وجودة الأكل ولذة المذاق، كان المطعم يستحق فعلاً الإشادة وكانت المفاجأة عندما أخبرني المترجم أن تلك السلسلة من المطاعم مطروحة للاكتتاب وبنسبة 30٪ من رأس المال مما فتح شهيتي ليس للأكل بل للاستثمار فطلبت منه نشرة الإصدار والتي وجدت فيها خلال الثلاث سنوات التي مضت نمو المبيعات 25٪ كل عام ونمو الأرباح بأكثر من 30٪ وكانت آخر سنة تتجاوز 50٪ نمواً وعندما نظرت في سجل الديون وجدتها سددت جميع القروض طويلة الأجل وتبقى القليل جداً من قصيرة الأجل والتي ستمحوها مع هوامش الأرباح القادمة .. فعلاً كان استثمارا يسيل له اللعاب ..

وبعد أن عزمت أمري قبل أن احزم امتعتي قررت الاستثمار فربما تلك إحدى الفرص التي يقولون عنها إنها تحقق الثراء، ومع إعلان تغطية الاكتتاب بانها تجاوزت 500% كنت قد عدت لموطني مطمئن البال وقد زرعت بذور الاستثمار في استثمار جديد من باب تنوع الاستثمارات كي أعود لاحقا بعد عدة أعوام لأحصد زرع تلك البذور ..

مرت الأيام وانا اتابع الأخبار وفي أول عام هبوط في المبيعات بنسبة 20٪ وتوجه الشركة لأخذ قروض مع توزيع نص “متكال موزمبيقي” كأرباح فلا أعلم سبب التوزيع واللجوء للقروض في نفس الوقت، وفي العام الذي يليه قامت الشركة بالاستثمار في شركة حلويات بمبلغ يقارب 100 مليون “متكال موزمبيقي” مع إعلان هبوط في صافي الأرباح بنسبة 20٪ وفي العام الثالث أعلنت عن هبوط أيضا في المبيعات بنسبة تفوق 50٪ عن العام الذي سبقه وتسجيل أول خسائركما أنه تم تسجيل هبوط في قيمة الأصول .. لتعلن في العام الذي يليه خسارة في رأس المال تجاوزت 30٪ ويبدو أن أزمة كورونا كانت شماعة ترفرف لنا نحن المستثمرين حيث أن نشاط المطاعم لم يغلق في تلك الفترة ..

لتقوم بطلب زيادة رأس المال في نفس العام بمبلغ يفوق 100 مليون “متكال موزمبيقي” مع اضطرارنا للاكتتاب لعل وعسى أن نجد لهذا الاستثمار فرصة للتخارج ولكن مع كل أسف فالخسائر تُعلن عام بعد آخر ورأس المال يتقلص بالخسائر وسلسلة المطاعم تتقلص بإقفال الفروع وملكية المساهمين الكبار تتقلص في الشركة وسعر السهم في السوق يتقلص ورأس مالي يتقلص ورغبتي في الاستثمار تتقلص .. بالمناسبة اشعرونا قبل أيام أن رأس المال سيتم تخفيضه ليتم إطفاء الخسائر المتراكمة ..

يبدوا أن “السوق الموزمبيقي” سيكون فرصة لأصحاب الشركات الذين يريدون التخارج منها وبأضعاف قيمتها الحقيقية برفع قيمة الأصول والهيمنة على مجلس إدارة الشركة بكرت العائلة لقيادتها للأسواء الذي لم يحدث بعد ..