الميزانية والسوق وجرس الإغلاق

الآن وقد تم الإعلان عن الميزانية العامة للدولة، تشهد السوق السعودية بدء الاشتراك في اكتتابات جديدة أو زيادة إجمالي الأصول في صناديق حالية. المفترض انطلاق الطرح الثانوي الخاص بأسهم شركة اتصالات كبرى ضمن آلية صفقات متفاوض عليها.

المعلومات المالية منتجات لا تنضب، فمهما بحثنا عن إحصائيات مبتكرة، سنجد دائماً ما استجد بعدها. تجتمع هذا الأسبوع مجالس إدارة عدة شركات لمناقشة آخر تطورات الأسواق المحلية والعالمية. كذلك يتم انتخاب مجالس إدارات جديدة للدورة القادمة، أو للتصويت على إعادة توجيه استخدام متحصلات الطروحات، أو صرف الأرباح النقدية لمساهمي بعض الشركات.

لا يجب أن ننسى أن كل سلعة أو سهم لها “صلاحية” محددة تُستهلك، أو تزيد وتنقص مع الزمن. لذلك، الأهم في نظري، الحاجة إلى تدابير اقتصادية جديدة تنظّم الاستهلاك والبيع والشراء. كذلك هي الأنهار، ربما لا تنقص أو تنضب، ولكنها دوماً بحاجة للأمطار. من السهل الوقوع في فخ التسرع خوفاً من ضياع الفرص، كما يحدث عندما نغوص غرقاً في الأسهم طمعاً بالمضاربة وليس الاستثمار.

حتى شركات توصيل الطعام، ليس انتقاصاً من أهميتها، أصبحت تتنافس مع الشركات العالمية الكبرى في الطروحات والأرباح. إحدى هذه الشركات المحلية المتفائلة يصل تقييمها إلى 2.4 مليار دولار في طرح عام أولي من شأنه أن يرفعها إلى صفوف أكبر الشركات الناشئة في الشرق الأوسط.

وكما أنه لا يمكن تحديد قيمة معينة ثابتة للسلع والخدمات، كذلك لا يمكن لأي اقتصادي، مهما ملك من معرفة وخبرة، أن يتنبأ بما ستحمله السنة القادمة.

كما أن الدولة أعلنت في ميزانية الخير عن الاستمرار في الإصلاحات والتطوير، آمل أن تستمر الأسواق المالية أيضاً بالاعتماد على منهجية واضحة، فالسوق لا ينتهي عند جرس الإغلاق.